الحقيبة الوزارية

دق جرس الهاتف

وحينما أمسكت المحمول

وجدته رقم غير معلوم00000000000000

ودار بيني وبين الطالب الحوار التالي

المجهول: حضرتك الاستاذ أحمد توفيق

أنا: أي نعم مين معايا

المجهول :معاك رئاسة مجلس الوزراء

أنا: يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم ...من الظريف اللي بيهظر

المجهول:يا فندم أنا بتكلم بجد معاك مجلس الوزراء

أنا : ماشي يا عم المهم عاوز ايه

المجهول: سعادة رئيس مجلس الوزراء طالب يشوف حضرتك

أنا: أستغفر الله العظيم يارب...اصطبحنا وصبح الملك لله...هنرجع نهرج تاني

المجهول :يا فندم أنا بتكلم بجد

أنا: ما علينا وسيادته عاوز مني ايه؟

المجهول: علشان يعرض عليك حقيبة وزارية

أنا:طيب والحقيبة دي حقيبة يد ولا هاند باج

المجهول :لا يا فندم دي وزارة ال .... تيييييييت

أنا: حبيب ألبي ....العب

المجهول: يا فندم لو حضرتك بصيت من الشباك دلوقتي هتلاقي في عربية في انتظارك

أنا:أنا عارفك يا برنس أكيد انت يا تامر يا عاطف وهطلاعلي لسانك لما أبص

المجهول:يا فندم صدقني

أنا : ماشي لما أشوف أخرتهامعاك ايه...... ثم أخذت زجاجة ماء مفرزة تلج حتي ألقيها علي من أجده من أصحابي متسائلا هل هو تامر...عاطف...مصطفي ربيع...محمود سعد...الخ

ولكن كانت المفاجأة .بالفعل كانت هناك سيارة مرسيدس7 متر وأمامها موتيسكل مرور ورجلان يقفان بجانبها يرتديان بدل سوداء ونظارات شمس ويضعان سماعات في أذنيهما ...ثم تسمرت مكاني لا أتحرك وأتسائل هل هذا علم أم حلم

المجهول : الو الو الو

أنا : ايوة فعلا معاك حق

المجهول : طيب ياريت حضرتك تلبس والعربية مستنياك

أنا : صامتا بضع ثواني مفكرا وأنا أستعرض شريط ما جري في مصر من أحداث بعد ثورة 25 يناير وعندها قررت وقلت له أنني لن اترك مكاني الا بعد أن يكلمني رئيس الوزراء شخصيا

المجهول : معالي رئيس الوزراء الان مشغول في اجتماع

أنا : بعد ما يخلص الاجتماع أنا منتظر تليفونه

المجهول: حاضر يا فندم انتظر تليفونه.... وأغلق الخط

أنا : فجلست مسترخيا علي السرير وأنا أتسائل مع نفسي هل أقبل أم لا

هل أقبل أن أكون وزيرا ضمن حزب يكرهه الناس ؟

هل أكون وزيرا في حكومة من العجائز المكررين محفوظة الوجوه؟

الشيطان الشاطر : يا عم اقبل انت طايل تبقي وزير

أنا : لا طبعا بس الامور مش مظبطة اليومين دول

الشيطان الشاطر :يا راجل انت تايه عن الشعب المصري ... دي صفارة تجمعه وعصاية تفرقه

أنا : لا ياعم الحكاية كبيرة المرة دي

الشيطان الشاطر : انت بتصدق الكلام اللي علي الجزيرة سيبك منها وخليك علي التليفزيون المصري

أنا : طب ايه

الشيطان الشاطر : اقبل ... ده انت هتعمل مصالح زي الفل وتأمن مستقبلك ومستقبل اللي خلفوك .... اسمع كلامي وانت تكسب

أنا : طيب وازاي أكون وزير لحزب خرب الدولة وقعد علي تلها ..ازاي أكون وزير لحزب أجر بلطجية لقتل المتظاهرين في التحرير .. ازاي ..وازاي ..وازاي.. وازاي

الشيطان الشاطر : خلاص خليك كده زي ما انت تشتغل مهما تشتغل وتقبض ملاليم آخر الشهر ... واخرتها كمان هتقعد في البيت عواطلي بعد اللي حصل مافيش سياحة ولا في شغل انت حر

أنا: وعند هذه النقطة قررت رفض تلك الحقيبة الوزارية والاكتفاء بأجندة صغيرة أسجل فيها التزماتي وديوني وخسارتي في البورصة ....الخ

نعم أجندة صغيرة أعرف ما فيها خير من حقيبة وزارية أغرق فيها

فكيف انتمي الي حزب تسبب في ضياع مصر

وكيف انضم لنظام ملطخة يده بدماء الابرياء

كيف انتمي الي حكومة ماتت قبل أن تولد ...كيف وكيف وكيف



عندها دق جرس الهاتف مرة أخري فانتفضت من علي السرير مسرعا لارد علي رئيس الوزراء ولكني وجدتها احدي غفوات منبه الموبيل فنظرت الي الساعة وجدتها السابعة صباحا فتعجبت ثم نظرت من الشباك لاري السيارة فوجدت مكانها أتوبيس العاملين ينتظر بالاسفل

فأدركت أني كنت أحلم فضحكت كثيرا ههههههههههههه

ثم دخلت الحمام لاتوضأ واصلي الصبح وأبدأ يوم عمل جديد



مع تحياتي

أحمد توفيق






Comments