نظريات وسياسات اقتصادية لا تطبق.....1- الاكتفاء الذاتي




يمكن تعريف الاكتفاء الذاتي أو الكفاية الانتاجية كما يحب أن يسميها البعض بأنها قدرة الدولة اقتصاديا وسياسيا علي توظيف مواردها الطبيعية والبشرية علي مواجهة كافة المتطلبات والتي تجعلها في غني عن العالم الخارجي وخصوصا في السلع الاستراتيجية .

وفي الحقيقة أن تطبيق هذه النظرية وهو الاكتفاء الذاتي والانعزال عن العالم الخارجي بات مشكوك فيه في ظل تداخل الاقتصاديات العالمية فيما يعرف بالعولمة

حتي أكبر المؤيدين لهذه النظرية من الدول الاشتراكية تخلت عن تلك النظرية ولعل أشهرها هي الاتحاد السوفيتي سابقا والذي انهار وتفكك



والسؤال هنا هو هل معني دخول الدول نظام الاقتصاد الحرأن نترك سياسة الاكتفاء الذاتي ونعتمد علي التبادل التجاري الواسع لتوفير المتطلبات والاحتياجات للدولة؟



قد يجيب البعض بنعم دون تفكير وقد أوافقه الرأي ولكن في حالة واحدة فقط وهي أن يكون العالم بلا صراعات أو نزاعات بين الدول وبعضها فصديق اليوم قد يكون عدو الغد حينها قد تقع الدول التي تعتمد كليا أو جزئيا علي العالم الخارجي في مأزق لا تحسد عليه .



لذلك لابد من اتباع سياسة رشيدة واعتماد سياسة الاكتفاء الذاتي وخصوصا في السلع والمستلزمات الاستراتيجية والتي تحددها كل دولة علي حدة فما يمكن أن نسميه بسلعة استراتيجية في دولة قد لا تندرج علي قائمة السلع الاستراتيجية لدولة أخري

ولكن في معظم الاحيان يكون علي رأس هذه القائمة السلع الغذائية بالاضافة الي مستلزمات الطاقة

وسوف أضرب مثالين لدولتين لتوضيح مدي اتباع تلك الساسة في الدولتان



1- الولايات المتحدة الامريكية : معروف أن الولايات المتحدة الامريكية هي أكبر دولة صناعية وبالتالي فهي تحتاج الي موارد الطاقة بصورة دائمة وكبيرة وعلي الرغم من أنها تحتوي علي آبار بترول كبيرة الا انها تحتفظ به كمخزون استراتيجي للمستقبل بالاضافة لاحتفاظها أو بمعني آخر قدرتها علي توفير الغذاء لامتلاكها ملايين الهكتارات الزراعية التي تكفيها من السلع الغذائية

2- مصر : علي الرغم من أن مصر معروف عنها أنها دولة زراعية بالمقام الأول الا أنها لا تسطيع توفير القمح لها سوي شهرين أو ثلاثة علي الأكثر وتعتمد علي الباقي من الاستيراد الخارجي سواء من الولايات المتحدة أو من روسيا.وبالتالي يتضح لنا أنه بالرغم من معرفة مصر واحتياجها للقمح كغذاء أساسي واستراتيجي الا أنها لا تحاول اتباع سياسة الاكتفاء الذاتي في توفير القمح ومحاولة التوصل الي امكانيات وطرق زراعية حديثة تتيح لها الاحتفاظ بالقمح وغيره من المواد الاخري



واخيرا فعلي الرغم من أن امريكا وهي أكبر مشجعي نظام العولمة الجديد المشجع للانفتاح الاقتصادي والتبادل التجاري الا أنها تتبع سياسة الاكتفاء الذاتي

وبالنسبة لمصر كدولة اشتراكية سابقة كانت تعتمد علي الاكتفاء الذاتي الا أنها تخلت عنه في الوقت الحالي

أحمد توفيق



Comments