حديث عن الدورة الاقتصادية

  
 
تقضي نظرية الحياة بأن دوام الحال من المحال لذلك و لأن علم الاقتصاد من العلوم الاجتماعية التي ترصد سلوك البشرية و تهتم بتخصيص الموراد المتاحة و إستخدامها الاستخدام الأمثل, وان الإنسان هو المحرك الأساسي للاقتصاد فإن لأي اقتصاد دورة يزدهر فيها تارة وتارة يرتد فيها لأسفل ، وتقاس هذه الدورات بتذبذبات معدلات النمو في الناتج القومي الإجمالي الحقيقي ( Real GDP ) .   و تظهر الدورات الاقتصادية نتيجة التقلبات أو التذبذبات في العرض الكلي و الطلب الكلي متأثرة بعوامل مثل أسعار الطاقة و أسعار الغذاء و مدخلات الإنتاج مثل: الأجور و الرواتب و مستويات البطالة و حالة التعليم , و قد تطورت أو كثرت تذبذبات الدورات الاقتصادية , ومعدلات النمو في الناتج القومي الحقيقي نتيجة للعولمة و التجارة الخارجية و المنافسة بين أكثر من دولة للحصول على معدل نمو جيد فضلا عن الأزمات الدولية التي تؤثر على اقتصاديات دول كبرى مثل الأزمة المالية الراهنة والتى تؤثر على تدفق الاستثمارات بين الدول و مؤشر الثقة .. حيث ان الاستثمار شرط أساسي للنمو لأي اقتصاد و لكن تبقى الحقيقة الثابتة مهما طالت فترات الازدهار أو الركود إن الدورات الاقتصادية حقيقة يمر بها أي اقتصاد في العالم , وهذه الحقيقة ملازمة لطبيعة النظام الرأسمالى.   ويوجد اتفاق بين الاقتصاديين على أن لكل دورة أربع مراحل مع وجود اختلاف في مسمياتها وهي: مرحلة الانتعاش Recovery : وفيها يميل المستوى العام للأسعار إلى الثبات ، أما النشاط الاقتصادى في مجموعه فيتزايد ببطء ، وينخفض سعر الفائدة، ويتضائل المخزون السلعي ،و تتزايد الطلبات على المنتجين لتعويض ما أستنفذ من هذا المخزون كما يحدث أيضا توسع ملحوظ في الائتمان المصرفي مع توسع في التسويات والإيداعات .   مرحلة الرواج Boom : ويطلق عليها القمة Peak وتتميز بارتفاع مطرد في الأسعار، وتزايد حجم الإنتاج الكلى بمعدل سريع، وتزايد حجم الدخل ومستوى التوظيف كما أن الطاقة تصبح مستغلة بالكامل، ويبدأ ظهور النقص فى العمال و بعض المواد الخام الأساسية.   مرحلة الأزمة Crisis : أو الركود Recession حيث يتراجع الطلب بشكل كبير لفقدان العديد من الوظائف و انخفاض القوة الشرائية , كما يتراجع العرض الكلي أيضا مدعوما بالخسائر التي تحققها الشركات وبداية خروج بعض الشركات من السوق و يقل الإنتاج الكلي . وكذلك النقص العام في مستوى الطلب نظرا لارتفاع معدل التضخم المصاحب دائما للنمو و حيث إن الأجور و الرواتب لا تزيد بنفس الزيادة في مستوى الأسعار فإن السلة الشرائية للمستهلك سوف تقل مما يؤدي لنقص الطلب العام مما سيؤدي بدوره لتخفيض المصانع و المنتجين لمنتجاتهم و خدماتهم مما يقلل العرض العام ليقل بذلك إجمالي الناتج القومي الحقيقي ليدخل الاقتصاد في مرحلة الركود الرسمية .   مرحلة الكساد Depression : وهى مرحلة الركود العميق , وتتسم بانخفاض الأسعار وانتشار البطالة وكساد التجارة والنشاط الاقتصادى في عمومه.   أي أن الدورة تمر بالمرحل التالية: الوضع المعتاد للنشاط الاقتصادي ... الرواج ... قمة التضخم والنشاط الاقتصادي ... الانكماش ... الركود ... قاع الكساد ... الشفاء من الكساد
 
أحمد محمد النجار
كبير الاقتصاديين بشركة سيجما كابيتال القابضة

Comments