خريطة السياحة العلاجية ومردودها الاقتصادي علي مصر

مقدمة
من اللافت في أيامنا هذه هو التغير في مفاهيم كثيرة منها السياحة على سبيل المثال، بحيث لا تقتصر زيارة السائح العربي أو الأجنبي فقط على معالم مهمة تستقطب الزائرين من كل صوب، بل تتعدى ذلك لتصبح أكثر تخصصية يصبح معها السائح أكثر وعيا وأكثر إدراكا لما يبحث عنه وما يريده من زيارته هذه.
ومن الملفت أيضا في خضم هذه التخصصية هو المفهوم الجديد للسياحة الدينية والاستكشافية والصحراوية والعلاجية وغيرها من أنواع السياحة المتطورة والحديثة، فإذا تناولنا السياحة العلاجية يجدر السؤال، هل تعرف الدكتور «حسين بك محمود حكيم»؟ إذا كنت لا تعرفه فهذا ليس ذنبك ربما هو ذنب كتب التاريخ التي لم تذكره جيدا، والدكتور حكيم هو أول من وضع الأساس العلمي للسياحة العلاجية في مصر وذلك من خلال المخطوطة التي تم اكتشافها فيما بعد، داخل مكتبة البلد بمحرم بك في مدينة الإسكندرية والتي تتخذ عنوانا لها «ينبوع شفا الأبدان في حمامات حلوان». وكان اكتشافها في النصف الأخير من القرن الماضي وكان وقد وضعها في أواخر القرن التاسع عشر وركز فيها على حمامات وعيون حلوان وما تتمتع به من أملاح ومعادن مفيدة لكثير من الأمراض مثل الروماتيزم وكذا تساهم في تنشيط الدورة الدموية.
وإذا تناولنا مصطلح «السياحة العلاجية»، فمصر من أغنى البيئات في العالم بمواردها ذات الخواص العلاجية ليس فقط بالمياه الكبريتية في عيون حلوان لكن الرمال السوداء أيضا الموجودة بمنطقة البحر الأحمر، تحديدا في سفاجا، وتستخدم رمالها للاستشفاء من الأمراض المستعصية وذلك بخلاف عدد كبير من المراكز الطبية المتقدمة والمستشفيات الكبرى وكلها عناصر جاذبة لدعم السياحة العلاجية التي لم تحظ حتى الآن بنصيبها العادل من الترويج.
لذلك قامت أخيرا غرفة شركات ووكالات السفر والسياحة المصرية بإنشاء لجنة خاصة بالسياحة العلاجية للترويج لها من خلال تجديد وتصنيف المستشفيات والمراكز العلاجية المؤهلة لتقديم الخدمة المطلوبة بشكل متميز وفقا للمعايير الدولية بالإضافة إلى تصميم وطبع دليل طبي على كتب واسطوانة CD تحتوي على جميع بيانات هذه المراكز والمستشفيات بأسعارها.


السياحة العلاجية فى المدن المصرية
وتمتلك مصر 16 موقعا داخليا وساحليا تتوافر فيها علاجات طبيعية للعديد من الامراض وعلى رأسها الأمراض الروماتيزمية والبهاق والصدفية ومن أشهر تلك المناطق حلوان التي اشتهرت بأنها مدينة الشفاء المقدس ووادي مريوط ووادي النطرون وواحة منيا بالصحراء الغربية وواحة آمون والعين السخنة وحمامات كليوباترا بالبحر الاحمر وغيرها. وقدرت عدد العيون الموزعة في معظم أنحاء مصر بـ 1356 عينا منها خمسة في عيون حلوان و3 في عين الصيرة و36 في الفيوم و4 في وادي الريان و33 في شبه جزيرة سيناء و315 في الواحة البحرية و106 في سيوة اضافة الى عدد هائل يقدر بـ 564 في الواحات الداخلة و188 في الخارجة و75 في الفرافرة والباقي ينتشر في خليج السويس والقطارة ووادي النطرون والجارة.
وتشتهر مصر بمدنها ومياهها المعدنية والكبريتية وجوها الجاف الخالي من الرطوبة وما تحتويه تربتها من رمال وطمي صالح لعلاج الأمراض العديدة ، وتعدد شواطئها ومياه بحارها بما لها من خواص طبيعية مميزة .
وقد انتشرت في مصر العيون الكبريتية والمعدنية التي تمتاز بتركيبها الكيميائي الفريد والذي يفوق في نسبته جميع العيون الكبريتية والمعدنية في العالم علاوة علي توافر الطمي في برك هذه العيون الكبريتية بما له من خواص علاجية تشفي العديد من أمراض العظام وأمراض الجهاز الهضمي والجهاز التنفسي والأمراض الجلدية وغيرها ،كما شاع أيضا الاستشفاء لمرضي الروماتيزم المفصلي عن طريق الدفن في الرمال كما أكدت الأبحاث أن مياه البحر الأحمر بمحتواها الكيميائي ووجود الشعاب المرجانية فيها تساعد علي الاستشفاء من مرض الصدفية وتتعدد المناطق السياحية التي تتمتع بميزة السياحة العلاجية في مصر وهي مناطق ذات شهرة تاريخية عريقة مثل : حلوان ، عين الصيرة ، العين السخنة ، الغردقة ، الفيوم ، منطقة الواحات ، أسوان ، سيناء ، وأخيرا مدينة سفاجا الرابضة علي شاطئ البحر الأحمر والتي تمتلك جميع عناصر السياحة العلاجية والتي تؤمها كل الأفواج السياحية وتأتي شهرتها بأن الرمال السوداء لها القدرة علي التخلص من بعض الأمراض الجلدية

حلوان

أولى هذه المدن هي مدينة «حلوان» التي تقع على بعد 30 كم عن قلب مدينة القاهرة وتقع على الضفة الشرقية لنهر النيل بحوالي 4 كم وترتفع حوالي 40 مترا عن سطح البحر.
ويعتبر الطقس العام لمدينة حلوان جافا، ونسبة الرطوبة به 58، ومتوسط عدد الساعات التي تشرق بها الشمس 8 ساعات يوميا على مدار العام. ويعتبر جو هذه المدينة في الشتاء رائعا ويناسب علاج مرض الروماتيزم، كما يعد سقوط الأمطار نادرا في هذه المدينة ويحدث مرة أو مرتين على الأكثر طوال فصل الشتاء، ومتوسط الضغط الجوي على مدار العام حوالي 1013.8 مللي بار.
أما عن «عيون حلوان» الشهيرة فتتمتع مياهها بخواص كيميائية وطبيعية وأملاح معدنية. ويرجع تاريخ العلاج بمياه حلوان إلى عام 1889، أي من حوالي 115 عاما، وتم تجديد الحمامات عام 1955، ويوجد بها مركز للعلاج مزود بمختلف أجهزة العلاج الطبيعي، وتم تصميم المبنى على الطراز العربي ويضم حوالي 38 حجرة للعلاج بالمياه الكبريتية بالإضافة إلى غرف الاستراحة ومدخل واسع محاط بالحدائق، وتم تخصيص 10 شاليهات لإقامة المرضى الذين تم علاجهم بالمركز لتخفيف عناء الطريق على المرضى. ويحتوي المركز على عدد كبير من الأجهزة وقسم خاص للعلاج بالطمي الكبريتي بالإضافة لحمام التحركات والرياضة تحت المياه الكبريتية ولعلاج أمراض الدورة الدموية يوجد حمام ثاني أكسيد الكربون.
ويوجد علاج لمرضى الروماتويد والتهاب العضلات الليفي والتهاب الأعصاب وحالات الشلل ووهن الأطراف، وكذلك الأمراض العصبية والنفسية.

سفاجا

أثبتت العديد من التقارير والدراسات العلمية المتخصصة قدرة هذه المنطقة وصلاحيتها للاستشفاء البيئىمن خلال ماتتفرد به من مقومات طبيعية تتمثل فى زيادة ملوحة مياه البحر وهدوء مياهها وصفائها وعدم وجود أمواج والجبال التى تحيطها من كل جانب ممثلة حائط صد طبيعى ضد الرياح والأتربة مما أهلها لتحتل المرتبة الأولى على مستوى العالم لاستشفاء مرض الصدفية الجلدية (حسب مؤسسة NPF National Psoriasis Foundation الأمريكية).
إضافة لذلك تضم منطقة سفاجا كنزاً من الرمال السوداء فائقة النقاء والتى أثبتت قدرة كبيرة على علاج الأمراض الوماتيزمية والروماتويد.

تقع مدينة سفاجا على الساحل الغربى للبحر الأحمر وهى أقصر طريق يربط بين مصر والمملكة العربية السعودية حيث تستغرق المسافة بين "سفاجا" وميناء "ضبى" السعودى حوالى 8 ساعات.
وفي سفاجا تصل درجة الملوحة الى 55 جزءا في المليون نتيجة لانخفاض سرعة تيار الماء، وهو ما ساعد على وجود الشعب المرجانية الفريدة من نوعها والتي تعد مصدرا طبيعيا للعديد من المعادن لها اكثر من دور في علاج الأمراض إضافة إلى الطمي الموجود في قاع البحر، خاصة في المائة متر الأولى من الساحل والتي تتركز فيها أملاح الذهب الناتج عن ترسب مياه السيول المنحدرة من أعالي الجبال التي تختلط مع أملاح الذهب لتترسب في طمي البحر، وتساعد أشعة الشمس على إفراز فيتامين (د) من الدهون الموجودة تحت الجلد.

عن المدينة يقول اللواء فيصل المصري - رئيس مجلس مدينة سفاجا: انها تعتبر نموذج فى مشروع الحكومة الإلكترونية حيث تم إدخال تكنولوجيا المعلومات بصورة متطورة فى كافة الخدمات التى يحتاجها المواطنين من خلال ربط كافة الأجهزة المحلية للمدينة ببعضها البعض.
ويضيف اللواء فيصل المصري: تتميز مدينة سفاجا بمجموعة من العوامل الطبيعية تجعلها أنسب مكان فى العالم لعلاج الصدفية، لكونها محاطة بالجبال المرتفعة من كل النواحى الأمر الذى يوفر لها حماية طبيعية ضد الرياح والعواصف الرملية وبالتالى فإن مناخ المنطقة نقى تماماً من الشوائب العالقة التى تشتت أشعة الشمس (فوقق البنفسجية) وامتصاص جزء آخر منها وبالتالى فإن انعدام وجود تلك الشوائب ينتج عنه كمية هائلة من الأشعة فوق البنفسجية التى هى أساس علاج مرض الصدفية..
ويؤكد أن الدولة أبدت اهتماماً كبيراً بهذا المنتج السياحى الجديد حيث صدر قرار من مجلس الوزراء بوضع خطة متكاملة للنهوض بالسياحة العلاجية وكذلك إنشاء اللجنة القومية للسياحة العلاجية إضافة الى قرار مجلس جامعة جنوب الوادى برئاسة د.عرفات كامل رئيس الجامعة بإنشاء كلية طب الروماتيزم والتأهيل بسفاجا.


* نتائج مدهشة للأبحاث العلمية :

وقد بدأ المشروع الطموح للاستشفاء البيئى بمنطقة سفاجا فى قرية "مينافيل" بمحض الصدفة عام 1993 حين تكرر شفاء العديد من نزلاء القرية الساحرة المصريين والأجانب ممن يشكون من أعراض الروماتيزم والروماتويد والصدفية الجلدية وذلك خلال اقامتهم العادية بالقرية أو منطقة سفاجا بوجه عام لأيام معدودة.

يقول المهندس طارق أدهم العضو المنتدب لقرية "مينافيل": التقطنا أول الخيط حين تكررت ظاهرة علاج أو تحسن حالات الروماتويد والصدفية، فقمنا بدراسة تلك الظاهرة بشكل علمى لتأصيل أسبابها طبياً وعلمياً حيث قام المركز القومى للبحوث التابع لوزارة البحث العلمى (وهو أرقى مؤسسة بحثية فى مصر) بتشكيل فريق بحثى يضم نخبة من الأطباء والخبراء فى أمراض الروماتويد المفصلي والصدفية الجلدية حيث حمل البحث اسم "دراسة ميدانية واكلينيكية للآثار العلاجية لمنطقة سفاجا على بعض الأمراض الروماتيزمية والجلدية".

ويضيف: تم اجراء البحث العلمي على مستويين، ميدانى وإكلينيكى وأسفرت النتائج الميدانية عن تأكد ندرة شديدة لحدوث الروماتويد المفصلي بين سكان المنطقة حيث بلغت .014% بينما النسبة العالمية 1% وبالنسبة لمرض الصدفية الجلدية كشف البحث أن نسبة الإصابة به فى المنطقة لاتتجاوز .008% بينما يتراوح المعدل العالمى بين 1% و 3%
كما أسفرت الدراسة عن تحسن اكلينيكى هائل فى 84% من الحالات بلغ حد الشفاء الكامل 14% منها وبالمتابعة استمر التحسن فى 46% منها بعد مرور ستة أشهر، فيما اتستمر انخفاض تركيز معامل الروماتويد بدرجة كبيرة فى 36% من الحالات وانخفاض سرعة ترسيب الدم انخفاضاً كبيراً فى 57% من الحالات مع استمرار انخفاض بعد مرور ستة أشهر.

ويوضح د.أحمد محسن استشارى الأمراض الجلدية أن أن هذه النتائج تعنى أن ظاهرة الاستشفاء البيئى بسفاجا ليست مجرد نوع من العلاج الطبيعى ولكن تأثيرها على سرعة ترسيب الدم ومعامل الروماتويد يشيران بقوة الى احتمال تأثيرها على جهاز المناعة المختل فى مرضى الروماتويد المفصلي.

أما فيما يتعلق بمرضى الصدفية الجلدية فقد جائت النتائج بعد علاج 4 أسابيع ومتابعة 12 أسبوع أكثر من رائعة حيث حدث تحسن ممتاز فى 90% من المرضى ويؤكد د. أحمد محسن أن هذه النتائج تعد إنجازا كبيراً بالمقارنة بالعلاج بالأدوية التى تسفر عن آثار جانبية قد تكون خطيرة حيث يعانى مريض الصدفية مشكلتنا فى آن واحد، المرض والأدوية التى يتناولها، بالنسبة للمرض يعانى المريض آلاماً مبرحة فضلاً عن التشوهات التى تصيب الجلد، أما عن الأدوية فقد أثبتت التجارب أن أغلب الأدوية المتاحة تؤثر سلبياً على عمل الكبد والجهاز المناعى إضافة للتأثير الملموس على الجلد الذى يصاب بالضمور.


* سفاجا والبحر الميت :

من المعروف أن منطقة البحر الميت تحظى بمكانة كبيرة كذلك فى مجال الاستشفاء البيئى وبالرغم من ذلك، أثبتت الدراسات والأبحاث التفوق الحاسم لمنطقة "سفاجا" نظراً للاعتبارات التالية:
" سطوع الشمس الدافئة طوال فصول وشهور السنة "350 يوم فى السنة" وهو عامل أساسي فى العلاج بينما تغيب الشمس عن منطقة البحر الميت خلال فصلي الخريف والشتاء.
" منطقة البحر الميت تنخفض عن سطح البحر بحوالى 400 متر وفى ذلك خطورة كبيرة على المصابين بأمراض القلب والكلى والكبد والدرن والنزيف وبعض الأمراض الخبيثة وأمراض تصلب الشرايين والضغط المرتفع والصرع والأشخاص الذين يعانون من الأمراض العصبية، وعلى العكس تماماً نجد أن المناخ فى سفاجا لايمنع على الإطلاق من تواجد مثل هؤلاء المرضى ولاضرر عليهم إطلاقاً من التواجد على شواطئ سفاجا.
" أما النقطة الحاسمة حقاً فى هذه المقارنة فتتمثل فى أن نسبة مادة البرومين توجد وبمعدلات عالية فى مياه البحر الميت ومن المعروف أن هذه المادة تسبب لكثير من الأشخاص حساسية بالجلد تظهر على شكل بقع حمراء وحكة وقد تحدث حالات تقرحات وتقيحات شديدة بجلد المريض، بينما نسبة البرومين لاتكاد تذكر فى سفاجا مما يعطيها ميزة للعلاج حيث لاخوف من حدوث أى حساسية بالجلد.


* ملتقى السياحة الترفيهية والعلاجية :

وفى إطار مزج الامكانيات المتنوعة فى منطقة سفاجا قامت قرية "مينافيل" بإنشاء مركز "ترمال كارلو فيفاري" الصحى بالتعاون مع مصحة "ترمال" بمدينة "كارلو فيفارى" بجمهورية التشيك وهى واحدة من أشهر المراكز الصحية فى العالم.
حول هذا المركز تقول السيدة حنان مرسى مديرة الحجز والمبيعات بالقرية: تبلغ مساحة المركز 800 متر مربع تحيطه مساحة خضراء تتجاوز 1000 متر مربع، يدير المركز مجموعة متخصصة من الخبراء العالميين ذوى الخبرة الطويلة فى هذا المجال حيث يقدم المركز من خلال مجموعة من البرامج المتكاملة أقصى استفادة الوسائل التقليدية بجانب أحدث وسائل استعادة اللياقة، وتتضمن هذه البرامج:
العلاج بالكهرباء، العلاج بالمياه المعدنية، التدليك، العلاج الطبيعى، العلاج بالاستنشاق، العلاج بالأكسجين، العلاج بالبرافين، علاج أمراض الشيخوخة وأمراض الجهاز الهضمى، بجانب عدد من الفحوصات الطبية والمعملية الحديثة.

وتضيف حنان مرسي إنه بالإضافة لكل المقومات البيئية الطبيعية الموجودة فى سفاجا والتى تستخدم فى مجال الاستشفاء البيئى إلا أن سفاجا تملك أعظم المقومات السياحية، حيث يمكن فيها ممارسة رياضات الألواح الشراعية لأن اتجاهات الرياح تجعل سفاجا مكاناً مثالياً لهذه الرياضة ولهذا السبب أقيمت بطولة العالم التاسعة للألواح الشراعية بقرية مينافيل بسفاجا عام 1993 وكذلك البطولة الدولية عام 2000.
كما تتميز سفاجا بكثافة الشعاب المرجانية وتنوع أشكالها وأحجامها فضلاً عما تزخر به أجمل الأسماك وفى ذلك جذب هائل لهواة سياحة ورياضة الغوص، ولذلك أقيمت فيها بطولة العالم للتصوير تحت الماء عام 2000
إضافة لأنماط سياحية أخرى مثل صيد السمك وسياحة الجزر والجولف والسفارى .
برج العرب
أما مياه «ملاحات برج العرب» فتتميز بوجود هضاب شمال وجنوب الملاحة التي تقف كحائط طبيعي ضد الرياح والعواصف الرملية، كما أن جو المنطقة الخالي من التلوث والشوائب العالقة التي تشتت أشعة الشمس بجعلها مصدر جذب للسياح.
كما توجد بهذه المنطقة أحواض تشبه الخلجان ليس لها أمواج تعمل كمرآة تعكس أشعة الشمس على سطح الأرض إضافة إلى وجود ملوحة عالية بزيادة تصل إلى سبعة أضعاف المياه بخليج سفاجا، وهو ما يؤدي إلى سهولة الطفو وتقليل قوي الجاذبية مما يسمح بتحسن ملموس في نشاط الدورة الدموية داخل الجسم وبالتالي زيادة كمية الدم التي تصل للجلد وبهذا يحدث توازن بين كمية الأملاح داخل الجسم وخارجه، مما يحدث أثرا في سرعة شفاء مرض الصدفية.

الفيوم

وعندما نذكر السياحة العلاجية يجب أن نذكر «الفيوم» حيث تنتشر العيون الطبيعية في منطقة عين السيلين المناسبة لعلاج الأملاح وتخفيض نسب مرض النقرس او ما يعرف بـ«اليورك اسيد»، كما ان البيئة التي تتميز بها المنطقة من انتشار للفواكه وزراعة الخضراوات تضفي عليها جوا هادئا يستمتع به الزائرون وهي نفس الأجواء الموجودة في «بحيرة قارون» والتي تعتبر عنصر جذب أساسيا للسائحين حيث تعد واحدة من أهم البحيرات الطبيعية التي تنضم الى التراث الطبيعي العالمي، إضافة الى بحيرات وادي الريان الصناعية والتي تتمتع بعبق خاص وتتسم ببيئة ساحلية متميزة.
ويمتاز السائح العلاجي عن السائح العادي بطول مدة إقامته في مناطق العلاج المصرية، إذ تتراوح هذه المدة ما بين أسبوعين الى اكثر من 6 أسابيع، وليس بالضرورة أن تخدم السياحة العلاجية المرضى فقط بل يمكنها أيضا ان تكون مفيدة للأصحاء، حيث يتمتع بها من يود الاستحمام والبعد عن إيقاع الحياة السريع لتكون فرصة للاستمتاع بالهدوء والجمال.

أسوان

هناك أيضا السياحة العلاجية التي تتمتع بها أسوان بشهرة واسعة إلى جانب كونها مقصد الراغبين في العلاج من أمراض مختلفة أهمها الروماتيزم الذي كان يعالج بطرق بدائية منها إحاطة جسم المريض برمال الصحراء الساخنة.
وقد أجريت بحوث عديدة بمعرفة الخبراء والمؤسسات العالمية أثبتت صلاحية جو أسوان في علاج الأمراض المزمنة لما تتميز به من نسب عالية من الأشعة فوق البنفسجية، وانخفاض نسبة الرطوبة حيث تصل إلى 43.4% خلال الفترة من ديسمبر إلى مارس، بينما تبلغ النسبة في إنجلترا خلال المدة ذاتها ما بين 75% إلى 100%.
كما أن أشعة الشمس على مدار العام مع جفاف الجو يكونان مناخًا مثاليًا لعلاج أمراض الروماتيزم مثل الالتهاب الشعبي و الربو و التهاب الكلى المزمنة.
ويوجد بأسوان مركزان للعلاج بالرمال والمياه، ومن المقترح إنشاء قرية سياحية في المنطقة الممتدة ما بين فندق كتراكت وخزان أسوان تشتمل على مراكز خاصة للعلاج الطبيعي، ومصحات لمرضى الروماتيزم والأمراض الجلدية، وأماكن لإقامة المسارح و دور السينما و الملاعب الرياضية، وبناء المراسي للقوارب النيلية والبواخر السياحية .
وكما هو معروف فإن المنطقة قد اشتهرت بالعلاج البدائي بطريقة الدفن في الرمال

دمياط

تعد منطقة الجربى السياحية من الأماكن السياحية المتميزة وتطل على النيل حيث تصطف الكازينوهات على شاطئه ويأتى إليها عشاق السباحة النيلية والسباحة الهادئة وتعتبر من أهم مناطق العلاج الطبيعى فقد اشتهرت منذ القدم بوجود تلال من الرمال الجافة التى تفيد فى علاج الروماتيزم وساعد على ذلك موقعها وخلو جوها من الرطوبة ونقاوة رمالها الصفراء الناعمة التى تحتوى على مادة الثوريوم المستخدمة فى علاج أمراض الروماتيزم وقد أستفادت محافظة دمياط بهذه المنطقة فى إنشاء مركز للعلاج الطبيعى وتزويده بأحدث الأجهزة الحديثة لتنشيط السياحة العلاجية

سيناء

تعد جنوب سيناء منطقة مرتفعة تمتاز بالهدوء وانخفاض درجة الرطوبة ووجود الميه الكبريتية التي تصلح للعلاج وشفاء العديد من الأمراض وأيضاً الرمال الساخنة الناعمة في بعض مناطقها والتي تفيد في علاج الأمراض الروماتيزمية بالإضافة إلى ما تشتهر به من أنواع عديد من الأعشاب والنباتات الطبيعية التي تستخدم في الطب والعلاج.
أهم معالم السياحة العلاجية

حمام فرعون

ويبعد عن نفق الشهيد أحمد حمدي حوالي 110 كم ويتكون من خمسة عشرة عين تتدفق فيها المياه الساخنة من داخل مغارة بالجبل الموجود بالشاطئ وتتراوح درجة حرارتها بين 55 إلى 75 درجة مئوية وأثبتت التحاليل امكانية استخدام المياه المعدنية في الاستشفاء من الأمراض الصدرية والجلدية وبعض أمراض العيون وتم التعاقد على إنشاء منتجع صحي عالمي بهذه المنطقة.

حمام موسى

يوجد بمدينة طور سيناء وتتدفق مياهه من خمسة عيون تصب في حمام على شكل حوض محاط بمبنى وتفيد مياهه الكبريتية التي تقرب درجة حرارتها من 37 درجة مئوية في شفاء العديد من الأمراض الروماتيزمية والجلدية وجاري إنشاء منتجع صحي عالمي بمنطقة حمام موسى
نبذة عن السياحة العلاجية على مستوي العالم
أكدت بعض المصادر أنه من المتوقع أن ينمو قطاع السياحة العلاجية والذي يقدر حالياً بحوالي 56 بليون دولار أمريكي ليصل إلى 100 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2012، حسبما تشير الأرقام . وسلط معرض العناية بصحة المرأة (وومنز هيلث كير) الذي يقام للمرة الأولى على أرض مركز دبي الدولي للمعارض والمؤتمرات، الضوء على قطاع السياح العلاجية، الذي ينمو بنسبة تتراوح ما بين 15% و20% سنوياً، كما أشار المعرض الى مزايا السفر للوقاية
وللعمليات الطبية العلاجية.
وتزعم اتحاد المنتجعات الفلبينية هذا القطاع المتنامي بتسجيلها نمواً وصل الى حوالي 200% سنويا في صناعة المنتجعات الآسيوية على مستوى آسيا والمحيط الهادئ، وبذلك تعد أكثر مناطق السياحة العلاجية نمواً في المنطقة. وتعد السياحة العلاجية لأهداف تجميلية شهيرة للغاية،
وتقدم لروادها العديد من الخيارات للعمليات الجراحية
والراحة والاستجمام بعيداً عن العناء اليومي، وينمو قطاع السياحة العلاجية الوقائية بين الأشخاص الذين لايودون الانتظار حتى تصيبهم الأمراض واتخاذ الحيطة والحذر. وفي كلمتها التي ألقتها في ندوة أقيمت يوم الجمعة على هامش معرض العناية بصحة المرأة، قالت مارجوري بي لوبينغكو، رئيسة اتحاد المنتجعات الفلبينية: "نمت صناعة السياحة العلاجية بقطاعيها العلاجي والوقائي بشكل هائل في الفلبين،
والذي يأتي في المرتبة الثانية من حيث اهتمامات الحكومة. نلاحظ إقبالاً كبيراً من قبل الأشخاص الذين يودون العناية بأجسامهم والحفاظ على صحتهم في ذاتالوقت".
وكان من بين المتحدثين في الندوة، ممثلة عن هيئة السياحة الفلبينية، التي كشف عن بعض العروض للسياحية العلاجية، مثل تي أوف تو ويلنيس، والتي تضم برامج للعب الغولف، والفنادق الفخمة وجلسات المساج مع فحص طبي شامل، بالإضافة إلى التحليلات الروتينية، وتصوير الجسم بأشعة إكس وفحص الدم. وأضافت مارجوري لوبينغكو: تنمو سمعة الفلبين كوجهة سياحة علاجية بفضل طبيعتها الجميلة، ومواردها التي تضم ما يزيد على 100 نبتة برية لها قيمة علاجية كبيرة. نحن نشتهر بضيافتنا وخبرتنا في هذا المجال. وتأتي هذه المشاركة في دبي، كون الإمارات أحد أكبر الأسواق التي تصدر السياحة العلاجية، إذ أن ما مجموعه 92 ألف مريض سافروا بحثاً عن العلاج في عام .2007 ونظراً لهذا، أعلنت الهيئة الدولية للأبحاث (آي آي آر) الشرق الأوسط، منظمو معرض العناية بصحة المرأة وومنز هيلث كير، إطلاقها لمؤتمر ومعرض السياحة العلاجية، والذي سيأخذ مكاناً في فندق البستان روتانا في الفترة ما بين 4 و6 من نوفمبر .2008 ويقام كل من معرض العناية بصحة المرأة ومعرض البيت العربي، المعرض الوحيد المتخصص بمستلزمات البيت العربي في الإمارات إلى جانب معرض العروس دبي، أكبر معرض لمستلزمات الأفراح في الشرق الأوسط. وتضمن معرض الأزياء والعرائس، الذي أقيم على مدار أربعة أيام، ما يفوق عن 400 عارض من 13 دولة حول العالم، واستضاف حفل توزيع جوائز سواروفسكي للمصممين الشباب في يومه الأخير، والذي يسلط الضوء على المصممين الشباب في الإمارات مقدماً لهم الفرصة لدخول عالم الأزياء من أوسع أبوابها.
منقول

Comments

  1. شكرا على الطرح الوافى فى انتظار المزيد من الموضوعات ونتشرف بكم بزيارة موقعنا
    شركة اوراكس مصر لحلول و صيانة الشبكات

    http://www.oraxegypt.com/

    المهندس / سامح
    01002279010

    ReplyDelete



  2. افضل مستشفى متخصصة فى السياحة العلاجية بالهند

    منظمة رائدية في مجال السياحة العلاجية, وتلعب دورا هاما لتعاون المرضى والسائحين القادمين من الدول العربية والخليجة. وهي مصدقة من ISO 2008:9001 (منظمة المعيار الدولي) . وهي تبذل قصارى جهدها للحصول على رضاء المرضى والسائحين ولتكميل توقعاتهم، وهي توفر الخدمات الأساسية مثلا خدمة السيارة في المطار، خدمة المترجمين والمعاونين والدلالة إلي المستشفيات المعتمدة إلخ .




    والشركة تعمل من مدينة دلهي، هي عاصمة الهند و مركزة للمستشفيات المعتمدة. وهي منظمة تركز على المرضى وتعاونهم، ويشغلها المتخصصون من الصناعات المختلفة مثل الصناعة الرعاية الصحية والضيافة والسياحة وتكنولوجيا المعلومات. هؤلاء المهنيين يسعى لتحقيق رضا العملاء ويقدم خدمات الرعاية الصحية الأكثر تقدما، بأسعار ميسورة جدا.ويقوم بهذه الخدمات مجانا بلا أجرة. مهمتنا: تمكين المرضى في جميع أنحاء العالم للاستفادة من خدمات الرعاية الصحية الأكثر تقدما وبأسعار معقولة وميسورة جدا عن طريق السياحة العلاجية بالهند


    http://medicaltourismforarabs.com

    ReplyDelete

Post a Comment

تعليقك يهمنا